القرين وطريقه المبين

المساهمات : 96 تاريخ التسجيل : 15/08/2007

بسم الله الرحمن الرحيم

من ثمار الأشجار للمتصوفه الأبرار
الحمد لله علي فضله ومنته ورضاه وصلي الله وسلم علي محمد بن عبد الله وعلي اله خير عباده ومصطفاه وعلي الصحابة والتابعين العاملين خير خلق الله وبعد:
قال تعالي: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين(36) وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون (37) حتي إذا جاءنا قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين(38 الزخرف).
ومن يعش عن ذكر الرحمن؛ ذلك القول قول الرب بما يفيد عدم تمكن الرائي من الصواب بهواه وأنه يغلق علي نفسه الرؤيا الصواب فهو يري الخلق لا الخالق ويري الشيطان ولا يري الرحمن و يغمض عن الحق عيناه ويري الحقيقه ويخفي ما لديه ويكذب علي نفسه ليرضيها ويسمع الكذابين ويروج لهم طريقهم بغير تحقق ولا تدبر ولا بينه فذلك القول يبين عدم الصدق في الفعل فهو يلف ويدور ويتخير غير القول بهواه فيغمي نفسه ويتبع نفسه وهواها فأغضب مولاها بعدم انتساب الأفعال الي الله فلا يشكره علي نعمه التي أسداها اليه. فهو يري الحدث ليس من الله بل من البشر (فمثلا تقدم اليه شخصا ما بخدمه) فينسب تلك الخدمه اليه ولم ينسبها لمن سخره له وأجراها له علي يديه وانشغل به وتحبب اليه فرأي أيدي الناس ممدوده بالعطاء ولم يري ربه في تلك الفعال فيشكره ويعرف حدوده ويجله ويقدره فهو لا يقع في ملكه إلا ما يشاء ذلك التوحيد ورؤيا الحبيب في كل آيه أرادها الله وخاطب بها عبده ليصطفيه وليخرجه من الظلمات وهوي النفس الي النور ذلك تبيان ذكر الرحمن فهو في جميع حالاته وأفعاله مشاهدا ربه لا خلقه ولا ذاته وتذكره بأفعاله فيه فهي تجري بالأسباب بقدرته ومراده في آياته.
قال تعالي:الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الي النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الي الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(257 البقرة).

نقيض له شيطانا فهو له قرين؛ وذلك التبديل والتغيير من الرحمن فنجعل وليه الشيطان بدلا من الرحمن فيخرجه من النور الي الظلمات وإنهم ليصدونهم عن السبيل وهو طريق الحق لهداية الخلق النور المبين ويحسبون أنهم مهتدون فبئس الناصح ذلك القرين الغير أمين. أردت لفت أنظار أحبابي الي كيفية التخلص واللجوء الي الحق والتريث وأن أتبين وأدقق بصدق فلا أظلم نفسي بهواها وأضل ثم أضلل غيري وأكون شيطانا وقرينا لبعض عباده المهتدين فأخرجهم من النور الي الظلمات وأنا في نظر نفسي هاديهم الي الطريق القويم فبعد إضلالي نفسي أضللت غيري بعدم تحقيق رؤيتي وبصري وتدقيق نظري فلما رأيت لم أتبين بل خدعت نفسي بهواها وملكتها زمام أمرها واطلقت لها العنان في محاربة الأولياء وعباده المهتدين وأحرم ما أحل الله أفتراءا عليه كقولي للناس المولد حرام؟ فهل نزل التحريم في القرآن ونسيت مودة الله في خلقه وجعلها لبعض عباده فقال قل لا أسئلكم عليه من أجر إلا المودة فجعل الود سر الحب والوصال وأنا أحرمه علي الناس بقولي فأظلم الآخرين وأظلم نفسي بعدم تبياني وتحققي من صدق قولي وكذلك أخذت الأمور في غير موضعها فأضللت نفسي وبعدت عن طريق الحق الواضح الجلي ثم تمكن مني القرين فأضللت عباده وكنت لهم شيطان الأنس الرجيم ذلك القرين فبئس القرين.أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
أما من تبين وتحقق ورأي فصدق وصدق قلبه أهل ذكره كما جاء بالآيات.
قال تعالي: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا (28 الكهف).
تلك الصحبه والتبعيه والمجاهده من العبد مع نفسه ليلزمها بالصالحين ويجعلها تتربي وتحسن الصدق وتتحقق باليقين فيكون مع الصادقين
قال تعالي: وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي اليهم فأسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (7 الانبياء).
ذلك البيان لمن أراد أن يكون له هاد ومرشد فيتبين طريقه القويم ويطلب أن يكون مع الصادقين فلما يأتيه البيان يصدق وبتحققه يسلك ولا يدس رأسه بالرمال ويضحك عليه الشيطان بالقول فلا يري الآيات وهي بينات فمن لم يكون له بالطريق مرشد وأمام فهو مقصر في حق نفسه وضال بقرينه الشيطان. فتخلص من قرين السوء باللجوء لقرينه الصادق الأمين
(فلا تسلكن طريقا لست تعرفها بغير دليل فتهوي في مهاويها) فطريق الله واضح فقال اتقوا الله وكونوا مع الصادقين فلا تكذب علي نفسك وتحقق وشاهد آيات ربك تكون من المهتدين.
ووضوح البيان: إن لم تتبين الطريق وتتحقق من الصديق ولا تطع المكذبين ذلك قول رب العالمين.