بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي: ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين(119
التوبه).
فماهو المراد بالتقوي بتلك الآيه والمراد بها من العبد المؤمن وهو أن يضع الأمر في نصابه وأن يثلازم الصادقين فهم محل نظر الحق وأن يتعلم معهم مداومة الصدق والتحري فيه لقوا الحبيب ما يزال العبد يصدق ويتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا فيصدق في ذاته فلا يكذب علي نفسه ويصدق في أفعاله مع ربه ومع الآخرين فيصدق كلام ربه وآياته ويكون مع الصادقين حتي يتحري الصدق ويكتب عند الله صدقيا.
قال تعالي: والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون (33 الزمر).
تلك الدلالات وحب الصدق في الآيات تلك التقوي ناتج الصدق في القول والفعل والصحبة كذلك
قال تعالي: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتي الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون (177 البقرة). البر وهو يهدي الي الجنه لمن آمن بالله ( فراقب الله فيه برؤياهفآمن بآياته المحدثات) واليوم الآخر( عمل ليوم الحساب ولقاء الله واتقاه) والملائكة( عباد الرحمن) والكتاب ( القرآن وما حوي وعمل به ) والنبيين( وصدق النبييين أجمعين برساله التوحيد وأنهم من رب العالمين) وأنفق المال علي حب الله (دون غرض ولا هدف إلا لوجه الله فهو المنعم عليه والمال ماله وجعله مستخلفا فيه) فأنفقه لذوي القربي (صلة لهم لا رأفة بحالهم فودهم بالمال ولم يبخل عليهم بما أعطاه الله) واليتامي( أنفق علي اليتامي فهو عائل لهم لقوله تعالي الأغنياء وكلائي والفقراء عيالي) والمساكين(وتصدق علي الفقير المعدوم فكفاه شر السؤال) وابن السبيل( الغريب من أمة الحبيب) والسائلين(الطالبين بالسؤال الحاجه للإنفاق علي أنفسهم أو العيال) وفي الرقاب( فك الرقاب وعتقها من أسر أعدائها من الجنة والناس أو تخلصها من شهواتها وشحها وبخلها باصلاحها بالمال) وأقام الصلاة( يقصد بها وجه الله ولحبه لا فرضيه تؤدي خوفا من العقاب) وآتي الزكاة( علي حبه فلم يمن بها بل حق صاحبهامن الله فرضيه وود محبه مرجوه) والموفون بعهدهم إذا عاهدوا( فهناك عهدان عهد بين العبد والناس فوفاه بأداء ما تعاهد عيه فصدق مع الناس والثاني عهده مع ربه وهو أن لا يشرك بالله شيئا ولا يسرق ولا يزني ولا يشرب الخمر ولا يأتي ببهتان بين أيديه وأرجله ووفي ذلك مع ربه فسيؤتيه أجرا عظيما) والصابرين في البأساء (فهو صابر في الشده وحين نزول البلاء) والضراء ( المرض وما يضر العبد في ذاته ونفسه وماله وحين نزول الكرب أولئك هم الصادقون( فهم صادقون مع الله بأفعالهم وبتنفيذ أقوالهم) واؤلئك هم المتقون ذلك وصف المتقون بكلام رب العالميين فيمن صدق وصدق وكان من الأبرار.
موضوع: التقوي ودلا لاتها: 
الأربعاء سبتمبر 24, 2008 5:45 am
